بقلم -الروائي هاشم محمود حسن
صدق من سماها المحروسة
فيها أمر عجيب، لا تعلم من أين يأتي، لكنه يأتي ويستحوذ عليك ويملك عقلك وجوارحك.
في مطار القاهرة الدولي، تهبط طائرتك، فتشعر كأن روحك ارتاحت في أرض طيبة، ابتسامتك وجدتها في وجوه لا تعرف إلا الابتسامة، وهدوئك عاد إليك رغم الصخب والزحام الذي يتصدر المشهد في عاصمة يقطنها ويرتادها أكثر من 20 مليون إنسان يوميا.
القاهرة تتوضأ بالحب، وتصلي للسلام، وتفتح ذراعيها لكل زائر .
ابتسم أنت في القاهرة
اطمئن أنت في القاهرة
تجول بحرية، واعبر شوارعها بأريحية، تناول ما شئت من طعام على عربة الفول وأمام مطاعم الشاورما والتيك أوي، التقط حبة تين شوكي والعق أصابعك، خذ كوبا من حمص الشام الساخن على كورنيش القاهرة الساحر، لا تدفع ثمنا لذلك إن كنت لا تملك نقودا، لأن البائع المصري هو الذي سيدفع لك ابتسامة عريضة مجانية كما الطعام والشراب، وسيشفعها بترحاب شديد بالكلمة التي يقولها المصريون لضيوفهم بخشوع ومحبة: “نورت مصر”.
في مصر أنت في بلدك
ستصبح صديقا للعامل والأكاديمي والسياسي والمثقف والإعلامي ورجل الأعمال، وستشعر مع كل هؤلاء بأن ثمة رابط يجمع بين كل فئات هذا المجتمع العجيب.. المحبة والترحاب والتواضع لكل وافد سيجد حتما رفعته في هذا البلد الأمين.
لا يصلح مع من حزم أمتعته وارتقى سلم الطائرة أن يقول سافرت إلى مصر، إنما يجب أن يقول مصر سافرت إلي.. هذه صبغة ربانية لهذا البلد الذي لا يغيب عن ذاكرة وافد، ولا تمحو ذكراه من عقلك أي حدث مهما كان أثره..
هذه هي مصر التي لا يكفي لفضائلها مداد، ولا لحسناتها عداد، ولا يوفي حقها مؤرخو عموم البلاد.